الشهيد القسامي / جهاد صلاح البريم

القسام – خاص :

طوبى لمن باع نفسه رخيصة في سبيل الله، طوبى لمن قدم كل ما يملك في سبيل قضية نبيلة عادلة، طوبى لمن اجتهد وعرف الطريق فسار فيه دور تردد أو تراجع، طوبى لمن حمل السلاح، وسار في كل ساح، وتقدم الصفوف بإقدام يصحبه الكفاح، فكتب الله له شهادة يلقى فيه الصحاب، بجنة من ريحان، أعدها الله لمن سار على درب الصلاح، في زمن الفتن والتناقضات، فيا سعد من اختصه الله بشهادة يختم بها حياته بارتياح.

نشأة فارس 

الشهيد البطل جهاد صلاح البريم وكنيته أبو منصور صاحب الابتسامة التي لا تفارق محياه، من مسجد الصحابة ببني سهيلا خان يونس، ولد بتاريخ 7/8/1986م وبلغ من العمر عند استشهاده 28 عامًا، وقد ارتقى شهيدًا خلال معركة العصف المأكول، بمنطقة بني سهيلا- خان يونس – بتاريخ 30/7/2014م، عندما استهدفته طائرة حربية صهيونية بدون طيار.
عاش جهاد طفولته كسائر الأطفال حيث كان يحب اللعب واللهو مع أطفال حارته بصورة ملفتة للنظر، وما يميزه أنه دائماً كان يقودهم ويوجههم أثناء ممارسة لعبة معينة.
نشأ شهيدنا في أسرة ملتزمة دينيًا، فعرف عنه طاعته لوالديه وبره بهما حيث كان ويحبهما حبًا شديدًا، كما كان يلبي رغباتهما مهما كانت ولا يبخل عنهما بشئ، أما عن علاقته بإخوانه فلم تختلف كثيرًا عن علاقته بوالديه، فقد كانت تربطه بهم علاقة قوية من المحبة القائمة على الأخوة، فكان يعطف عليهم بصفته الابن الأكبر، فبادلوه نفس المشاعر.
وكان لزوجته وأهل بيته نعم الزوج ونعم الرفيق، فكان يوفر كل ما يحتاجه البيت من طلبات خاصة احتياجات أطفاله .
ويشهد أهل الحي الذي كان يسكن فيه بمرَحِه وابتسامته التي لا تنقطع، فقد كان يبادلهم الحب والاحترام والتقدير، ويشاركهم افراحهم وأحزانهم.

الدراسة والعمل

درس المرحلة الابتدائية في مدرسة ” شجر الدر ” في بني سهيلا ، ثم انتقل للدراسة في مدرسة ” العودة ” الإعدادية، ثم واصل دراسته الثانوية لكن لم يحالفه الحظ في إكمال الدراسة الجامعية، وعرف عنه أنه كان هادئًا في طباعه ومعاملاته مع معلميه وزملائه الطلبة في المدرسة، محبوبًا بينهم .
عمل جهاد في وزارة الداخلية وبالتحديد في وحدة مكافحة المخدرات، حيث كان يؤدي عمله على أكمل وجه .

علاقة وطيدة بالمسجد

ارتبطت حياة شهيدنا المجاهد بالمسجد منذ نعومة أظفاره، حيث التحق بالمسجد منذ الصغر، وكان ملتزماً في مسجد الصحابة المجاور لبيته محافظًا على جميع الصلوات، وكان يشارك في الفعاليات الدينية والأنشطة والمسيرات التي تنظمها الحركة الاسلامية سواء داخل البلدة أو خارجها .
انتمى شهيدنا للحركة الإسلامية منذ صغره، حيث كثيرًا ما كان يجلس في المسجد مع إخوانه، وبدأت حياته داخل الحركة ليكون نبراسًا في منطقته وساعد على ذلك نشأته في أسرة متدينة وملتزمة، و بدأ يلتزم مع الأسر التنشيطية في حركة حماس، ثم بايع جماعة الاخوان المسلمين في عام 2011 م، ليلتحق بأسرة إخوانية ويشارك إخوانه وينفذ كل ما يطلب منه خاصة من أميره .

مجاهد قسامي

انضم شهيدنا الى صفوف كتائب القسام بعد إلحاح منه على إخوانه في الحركة، فتحقق له ما تمنى حيث تم قبوله عام 2005 م في صفوف القسام، فكان نعم المجاهد المطيع، ويشهد له كل من عاش معه من زملائه ورفاق دربه.
التحق شهيدنا بعدة دورات عسكرية، ثم التحق بوحدة المدفعية، وعُرف جهاد بنشاطه المنقطع النظير، فكان لا يعرف الكلل، يتحرك دائمًا دون أن يتسرب إلى نفسه الملل واليأس، وكان يشارك في كافة الأنشطة مع المجموعة، فكان ملتزمًا كل الالتزام بمواعيد الرباط لحبه له فلا يعترض على أي مكان يطلب منه أن يرابط فيه، كما تميز بأخلاق جهادية عالية أثناء عمله ورباطه، يُنفذ كل ما يطلب منه أميره العسكري، في المنشط والمكره.
التحق شهيدنا في بداية عمله العسكري بوحدة المشاة، ثم بوحدة المدفعية حيث كان نشطًا في كل المواقع التي عمل فيها، وشارك في أعمال جهادية كثيرة خاصة في حفر المرابض وتربيض الصواريخ، فكان لا يهاب الموت حيث كان يتحرك في أصعب الظروف من أجل تنفيذ المهام الموكلة إليه .

حياة حافلة بالجهاد

شارك الشهيد جهاد في صد الاجتياحات في منطقة الزنة حيث استهدف جرافة بقذيفة RPG””، ونفذ عدة مهام عسكرية حيث قام بإطلاق صواريخ “107” على مغتصبات العدو عام 2011 م على مغتصبة ” نيرعوز ” ، وشارك مشاركة فعالة خلال معركة العصف المأكول وكان شعلة من النشاط العسكري منقطع النظير، حيث أطلق دفعات من صواريخ “107” على مغتصبات غلاف غزة، ومما يذكر لشهيدنا قيامه بتجهيز وتربيض واطلاق صواريخ ” j 80 ” على مطار” بن غوريون ” خلال معركة العصف المأكول، وأيضا شارك شهيدنا في تجهيز الكثير من الصواريخ قبل حرب العصف المأكول.

الشهادة غاية كل مجاهد

صدق الله فصدقه الله , فقبل استشهاده كان تحدث للجميع أنه بعد إنتهاء الحرب سيقوم بفتح قبر حبيبه الشهيد القائد أبو أنس سهمود، و ينام ليلة عنده ثم يخرج ثاني يوم، وبينما كان شهيدنا يقاتل في منطقة الزنة شرق خان يونس برفقته عدد من المجاهدين من منطقته، تم استهداف شهيدنا قبل يومين من استشهاده بصاروخ من طائرة حربية بدون طيار، لكن سلمه الله ولم يستشهد، ليخرج لمهمة أخرى في منطقة أخرى ويواجه أعداء الله، وعند عودتهم من أرض المعركة لتنفيذ بعض الأنشطة المتعلقة بالعمل العسكري تم استهدافهم بصواريخ من طائرة حربية بدون طيار مما أدى إلى استشهاده هو ومجاهدَين آخرين.