الشهيد القسامي / عبد العزيز حسنى أبو هجرس

القسام – خاص :

طوبى لمن باع نفسه رخيصة في سبيل الله، طوبى لمن قدم كل ما يملك في سبيل قضية نبيلة عادلة، طوبى لمن اجتهد وعرف الطريق فسار فيه دور تردد أو تراجع، طوبى لمن حمل السلاح، وسار في كل ساح، وتقدم الصفوف بإقدام يصحبه الكفاح، فكتب الله له شهادة يلقى فيه الصحاب، بجنة من ريحان، أعدها الله لمن سار على درب الصلاح، في زمن الفتن والتناقضات، فيا سعد من اختصه الله بشهادة يختم بها حياته بارتياح.

الميلاد والنشأة

وُلد الشهيد في المملكة العربية السعودية في السادس عشر من فبراير لعام ألف وتسعمئة وتسع وثمانين، وكان سلوكه فترة طفولته سلوكاً طيباً وحسناً، فكان يحب الجميع ، وكان محبوباً من الجميع، وخاصة من والديه، فكانت له معزة خاصة عند والديه، وكان يساعد والده دائماً، وكان يسميه (أمين سر العائلة)، وكان يزور أرحامه ولا يقاطعهم، وكانت علاقته مميزة مع جيرانه وأقربائه، كانت سيرته حسنة وعلاقته طيبة مع الجميع، فكان يرد السلام على من يعرف ومن لا يعرف، وقد حزن على فراقه الجميع حزناً شديداً ، وقد ارتبط شهيدنا منذ طفولته بالمسجد فكان يؤدي فيه جميع الصلوات، وقد أحبه شيوخ المسجد ورواده ، وكانت الابتسامة لا تغادر وجهه، فكان (رحمه الله) يبتسم في وجه كل من يعرف من الناس ومن لا يعرف، وشهد له الجميع بأخلاقه العالية ومعاملته الطيبة، واحترامه للجميع .

دراسته وتعلميه

درس المرحلة الابتدائية في مدرسة ذكور بني سهيلا ثم المرحلة الإعدادية في مدرسة بني سهيلا الإعدادية (البرش) وأنهى المرحلة الثانوية في مدرسة بني سهيلا الثانوية للبنين المعروفة بمدرسة الشهداء، وكان متفوقاُ في دراسته، يحصل على أعلى الدرجات، وكان على علاقة طيبة مع زملائه ومعلميه، وكان مواظبا على قراءة القرآن في الإذاعة المدرسية، وكان يشارك فيها بفعالية، التحق الشهيد بالجامعة الإسلامية في تخصص إدارة الأعمال، وكان أحد نشطاء الكتلة الإسلامية فيها، وقد بقي عليه فصلاُ دراسياً واحداً قبل استشهاده.
كان الشهيد (رحمه الله) يعتمد على نفسه في مصروفه اليومي حيث كان يقوم بتربية الدواجن والطيور بشكل عام، وكان يساعد أسرته في أعمالها المختلفة.

التزامه الدعوي

بدأ التزامه في المسجد بداية طيبة، حيث تعلق بالمسجد وحافظ على الصلاة، وحضور مجالس العلم، وحلقات تحفيظ القرآن، وكان يشارك شباب المسجد في الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية.
بعدما لُوحظ حسن خلقه والتزامه الشديد في المسجد، تم استيعابه ضمن صفوف الدعوة فبايع بتاريخ 15/12/2010م، وكان من المتميزين في دعوته وحركته، وتميز بحسن الأداء في كل أعماله، وخاصة في الأنشطة المسجدية والمجتمعية، فكان من المبادرين والسباقين، وكان يحب أن يساعد إخوانه بالرأي والمشورة، وكثيراً ما ينزل إلى الميدان بنفسه، فكان (رحمه الله) هادئاً لا يحب الكلام، بل يحب العمل.

حياته الجهادية 

كان الأخ كثير الإلحاح على إخوانه في الدعوة بأن يلتحق بالجهاز العسكري، وبالفعل تم رفع اسمه عن طريق الدعوة للالتحاق بالقسام، وتم قبوله للعمل في صفوف الكتائب، وقد تلقى هذا الخبر بفرح وسعادة، فقد تحققت أمنيته بالانضمام إلى القسام؛ ليكون مجاهداً في سبيل الله.
كان الأخ عنصراً فاعلاً في تخصصه الذي كُلف به، وتم إلحاقه بدورة عسكرية متخصصة في مجال الدروع، فكان مثالاُ للسمع والطاعة والالتزام بكل ما يُطلب منه، وتنفيذ كل المهمات بدقة ونجاح، حيث كان من المبادرين، كما وساهم في حفر الأنفاق القسامية، ورابط في نقاط متقدمة جداً القريبة من السلك الفاصل، وكان مثابراً في رباطه وجهاده، ويشهد كل من خالطه له بحسن الخلق ولين الجانب والتواضع لإخوانه وللناس عامة.

ارتقاؤه شهيداً 

صلى شهيدنا صلاة الفجر مع إخوانه صبيحة استشهاده، وبعدها جاءته الأخبار بتكليفه بمهمة جهادية، ففرح فرحاً شديداً، وخرج لتنفيذ هذه المهمة في منطقة بني سهيلا، وباغتته طائرة حربية، واستهدفته بصاروخ مما أدى إلى استشهاده (رحمه الله).