الشهيد المجاهد: إبراهيم سلامة أبو جليدان

الإعلام الحربي _ خاص

هم الشهداء أبطال عملية النصر والتحرير، وهم من رسموا لنا بتضحياتهم طريق العظماء، وقد تركوا بصمتهم في كل الميادين، و وضعوا لنا البوصلة الصحيحة نحو معركة النصر القادم، فهم ضحوا بدمائهم بعد عرقهم وجهدهم الطويل في الإعداد والتجهيز، ولأنهم شهداء معركة البنيان المرصوص ، تقدموا الصفوف، ورفضوا الركود، وهبوا للذود عن أعراض المسلمين، فكانوا على الثغور المتقدمة الخط الأول للمواجهة مع المحتل الصهيوني، فرحلوا إلى الله مقبلين ، ومرابطين في أكبر المعارك مع المحتل الصهيوني.

ميلاد ونشأته
شهد اليوم الواحد والثلاثين من شهر يوليو للعام ألف وتسعمائة وأربعة وثمانون ميلاد المجاهد إبراهيم سلامة أبو جليدان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة ، فنشأ وترعرع بين أحضان أسرة كريمة.

تربى شهيدنا على حب التضحية والفداء للدين والوطن، وترعرع المجاهد وتلقى تعاليم دينه الإسلامي الحنيف في بيوت الله ، وتميز بحسن أخلاقه فكان شخصية محبوبة لدى الجميع، والتزامه بصلاته وعبادته في جماعة لاسيما صلاة الفجر منها، فالكثير من الصفات الحسنة ظهرت في شخصية مجاهدنا إبراهيم حتى أصبح كالعلم الشامخ.

عرف الشهيد إبراهيم بين إخوته بعطفه وحنانه عليهم، حرصه الشديد على راحتهم وإسعادهم، وتميز بين أفراد عائلته وجيرانه أيضاً بروحه المرحة، حيث كان صاحب فكاهة ويسعى لإسعاد الجميع، فلما فقدوه فقدوا ابتسامته الجميلة وروحه المرحة التي لطالما أسعدتهم وخففت عنهم بعضاً من حزنهم.

تلقى شهيدنا تعليمه في مدارس وكالة الغوث ، فدرس المرحلة الابتدائية، ومن ثم واصل مسيرته التعليمية ليدرس المرحلة الإعدادية، وأكمل تعليمه حتى المرحلة الثانوية.

في صفوف الحركة
التحق الشهيد أبو جليدان بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في عام 2003م، وأصبح أحد أبنائها الحركة ، حيث شارك إخوانه في نشاطات الحركة وفعالياتها من مسيرات ومهرجانات ولقاءاتها ودائماً ما تجده في الصفوف المتقدمة في كل عمل يخدم فيه دعوته ودينه وحركته سواء في جهاز العمل التنظيمي أو العمل العسكري أو العمل الدعوي بل في كل مجال، لا يعرف الكلل أو الملل ولا التعب، بل كان سباقاً في الخير حريصاً على طاعة إخوانه وتنفيذ ما يكلفونه به، الأمر الذي جعل منه مناط ثقة إخوانه ومحل احترامهم.

عطاء وإخلاص دائم
حياة مليئة بالعطاء والإخلاص ، دفعته لمزيد من العطاء والإقدام والتضحية ، فالشوق للعمل كان هدفه الأول ، وقلبه مفعما بالإيمان والحب والعطاء ، تشعر فيه صدق الانتماء والرغبة في التضحية، كان رحمه الله حبه للعمل يملأ حياته دائماً فلقد كان نعم الشخصية المسلمة التي اكتسبها من خلال التزامه بدعوته وفي حركته فقد كان صاحب عطاء كثير.

انضمامه للسرايا
التحق شهيدنا في صفوف السرايا الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في عام 2004م ، لتكون نقطة الانطلاقة نحو الهدف السامي والنبيل وليكون أحد مجاهديها العظام الذين أبوا إلا وأن يقدموا كل ما يملكون في سبيل الجهاد والاستشهاد ليمضي أغلب لياليه مرابطاً على ثغور الوطن الغالي، وليعمل في العديد من مجالات الجهاز العسكري على اختلاف أشكالها فلقد قام بمهمات الرصد والإعداد وكان له جولات وصولات مع العدو .

في سلاح الإشارة
تميز إبراهيم بأخلاق العالية الرفيعة فكان نعم المجاهد المخلص لله ولا نزكي على الله أحد، كما تميز بالجرأة والشجاعة والإقبال الشديد على الشهادة، وقدرته على التفكير السليم وقد عمل ضابطاً مهماً في وحدة سلاح الإشارة التابعة لسرايا القدس بلواء رفح يرسل ويستقبل البرقيات العسكرية وقت السلم ووقت الحرب وكان ذو صوت عذب يشحذ من خلاله همم و معنويات المجاهدين خاصة لحظة اشتداد المعارك التي خاضتها سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية مع العدو الصهيوني.

رحيل الفارس
مع اشتداد معركة البنيان المرصوص وفي تاريخ 1/08/2014م ارتقى إبراهيم شهيدا أثناء مشاركته لرفيقه الشهيد ياسر الكرد في دك تجمعات الآليات المتوغلة في منطقة المطار شرق مدينة رفح فقد أطلقت طائرات الغدر الصهيونية صاروخين باتجاههم مما أدى لاستشهاده ، وقد مضى إلى ربه بعد حياةٍ مباركةٍ حافلةٍ بالعطاء والجهاد والتضحية والرباط في سبيل الله، نحسبه من الشهداء الأبرار الأطهار ولا نزكي على الله أحداً، ونسأل الله أن يتقبله في الشهداء، وأن يسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.