الشهيد المجاهد: خالد سليم الأسطل

الإعلام الحربي _ خاص

هي حكاية من حكايات غزة الكبيرة والتي تصغر أمام محاولات فرسان فلسطين الدفاع عن مستقبل أطفالهم وكرامة أمتهم بعيداً عن مغريات الدنيا، ويصنع هؤلاء الرجال سيمفونية النصر القادم ومشاهد يراكمها الوعي في الذاكرة الجمعية لمن قاوم وقاتل ورابط “الذين صدقوا الله وعده”.

ميلاده ونشأته
ولد الشهيد المجاهد خالد سليم محمد الأسطل في التاسع والعشرين من مارس لعام ألف وتسعمائة وواحد وتسعون في مدينة خان يونس، لأسرة فلسطينية بسيطة متواضعة مؤمنة اتخذت الإسلام منهجاً وطريق حياة وتعود جذورها إلى مدينة خان يونس العريقة، وتتكون أسرته من والديه وعدد من الإخوة والأخوات.

درس شهيدنا مراحل تعليمه الابتدائية، والإعدادية في مدارس محافظة خان يونس، غير أنه ترك مقاعد الدراسة وتوجه للعمل في الزراعة لمساعدة أسرته على توفير مقومات الحياة من مأكل مشرب وملبس في ظل الظروف القاسية التي يعيشها سكان قطاع غزة.

الابتسامة لا تفارق محياه
لقد تميز شهيدنا خالد كما رفاقه الشهداء بالعديد من الصفات النبيلة والأخلاق الحميدة التي يتحلى بها الشهداء، فلقد كان رحمه الله هادئ يؤثر الصمت على الحديث، ذو هيبة ووقار، تربطه علاقة وطيدة بأسرته وجيرانه ورفاق دربه، لا تفارق الابتسامة محياه، ملتزماً حريصاً على أداء صلاته المكتوبة وقراءة القران في مسجد “الأمين”، فكان مثالاً للمجاهد المخلص الصادق البار بوالديه والمطيع لهما.

مشواره الجهادي
نشأ شهيدنا المجاهد خالد الأسطل على حب الله والوطن وعشق الجهاد والمقاومة، فمنذ نعومة أظفاره كان حريصاً على المشاركة في الفعاليات المنددة بالاحتلال وجرائمه بحق الأسرى والمقدسات وكل ما هو فلسطيني، فكان لا يتوانى عن القيام بواجبه نحو دينه ووطنه، حيث كان يتقدم الصفوف الأولى في المواجهات مع جنود الاحتلال الصهيوني الذين كانوا يتقهقرون أمام بسالة وصمود شعبنا الفلسطيني العصي على الانكسار.

وعندما اشتد عوده بدأ شهيدنا خالد يبحث عن طريق الإيمان والعزة والكرامة، فوجد ضالته في طريق ستقربه إلى لقاء ربه كما أحب وتمنى حيث تعرف على الخيار الأمل خيار “الوعي والإيمان، والثورة”، فكان انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في العام 2005م .

وعُرف الشهيد خالد بمشاركته في كافة الفعاليات والأنشطة الدعوية التي كانت تشرف على تنظيمها حركة الجهاد الإسلامي، حتى كان انضمامه إلى صفوف مجموعات سرايا القدس عام 2007م، حيث تلقى العديد من الدورات العسكرية وفق الإمكانات المتاحة.

عمل شهيدنا خالد الأسطل بداية في عمليات الرصد والمتابعة، من ثم كان له شرف المشاركة في صد العديد من الاجتياحات الصهيونية على منطقة القرارة.

كما شارك في زرع عدة عبوات ناسفة في الطرق التي كانت تسلكها الآليات الصهيونية لاجتياح مدننا ومخيماتنا الفلسطينية على الحدود الشرقية لمحافظة خان يونس.

رحلة الشهادة
في فجر يوم الأربعاء ، الموافق 30/ 2014/7م، كان شهيدنا خالد الأسطل على موعد مع الشهادة، عندما أقدمت الطائرات الصهيونية من نوع ( اف16) على استهداف ديوان آل الأسطل “العودة” الساعة الثالثة فجراً ، فارتقى شهيدنا خالد مع عشرة آخرين من أبناء عائلته في مجزرة صهيونية جديدة تضاف لسجل الجرائم الصهيونية التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني.