الشهيد المجاهد: سائد اللهواني

الإعلام الحربي _ خاص

مضى أبطالُ البنيان المرصوص خاضوا معركتهم ضد الاحتلال الصهيوني المجرم، فخرجوا لعدوهم من كل حدب وصوب، وأذاقوه الويلات والعذابات.

الوحدة الصاروخية لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين التي ينتمي لها شهيدنا المجاهد سائد محمود اللهواني قد أعدت العدة وضربت أعداء الله بكل قوة وبسالة وإخلاصٍ ليذيقوه شتى صنوف العذاب.

ميلاد الفارس
أبصر شهيدنا الدنيا في الثامن من نوفمبر لعام 1990م، وبدأت انطلاقته على هذه الأرض، بين أكناف عائلة اللهواني الملتزمة والمجاهدة والتي تعودُ أصولها إلى بلدة يبنا والتي هُجّر أهلها بالقوة حالها كحالِ القرى الفلسطينية الأخرى التي أُخرج أهلها من أرضهم إلى مخيماتِ اللاجئين في الوطنِ والشتاتِ.

وفي طفولته اتسم شهيدنا – رحمه الله – بالهدوءِ في المعاملة وكان محباً للاستطلاعِ، ومتمتعاً بعلاقة ممتازة بكل من حوله من الأهلِ والأصدقاء والزملاء والأخوة في المسجدِ، وكانت علاقته بوالديه ممتازة على الرغم من أن أباه قد ابتعد لفترةٍ طويلةٍ أثناء دراسته بالخارج.

تمتع شهيدنا بعلاقة جيدة مع إخوانه، فكان يحنو على الصغار ويطيع الكبار، ويساهمُ في حل مشاكلهم، ويعاملهم معاملة حسنة.

في المسجدِ
عرف الشهيد سائد – رحمه الله – طريق المسجد منذ طفولته واستمر على ذلك حتى استشهاده، وقد تربى في مسجد الاستقامة، كما تميز شهيدنا بالتزامه بالصلوات الخمس في المسجد جماعة، وخاصة صلاة الفجر التي كان ينبه إخوانه ويدعوهم للحرص عليها ، نشط شهيدنا – رحمه الله – في كافة نشاطات المسجد وبالدعوة إلى الله في المسجد، كما ونشط من خلال حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وقد حصل شهيدنا على العديد من الدورات الدعوية وغيرها خلال مسيرته الدعوية في المسجد والحركة، وشارك شهيدنا سائد في نشاطات الحركة وخاصة المسيرات الجهادية، والاحتفالات والمهرجانات.

في صفوف السرايا
أحب شهيدنا المجاهد سائد اللهواني الجهاد مبكراً، فمنذ صغره تمنى أن يكون جندياً في صفوف السرايا يقاتل أعداء الله المجرمين، وينتقم من مغتصبي الأرض ومدنسي المقدسات وسارقي الوطن، انضم شهيدنا إلى صفوف سرايا القدس وذلك في العام 2010م.

وخلال مسيرته الجهادية ومشواره البطولي المشرف، فقد عمل شهيدنا الفارس ونظراً لكفاءته في العمل بالوحدة الصاروخية وعمل بها شهيدنا منذ التحاقه بركب مجاهدي سرايا القدس

تلقى شهيدنا سائد العديد من الدورات التدريبية العسكرية على مختلف أنواع الأسلحة، كما شارك شهيدنا بقوة في المعارك الكبرى التي خاضتها سرايا القدس “بشائر الانتصار” و “السماء الزرقاء” و “البنيان المرصوص” في إطلاق العديد من الصواريخ باتجاه مغتصبات العدو الصهيوني.

ورحل الحبيبُ
تمنى سائد الشهادةَ في سبيلِ اللهِ مقبلاً غير مدبرٍ، ففي الثالث من شهر أغسطس لعام 2014م، كان شهيدنا سائد برفقة صديقه الشهيد الفارس عيسى الشاعر أحد أبطال الوحدة الصاروخية يرسل ويستقبل إشارات عسكرية خاصة بإطلاق الصواريخ على مغتصبات العدو الصهيوني في معركة البنيان المرصوص، استهدفت طائرة حربية صهيونية المنزل الذي كان يتواجد به بصاروخين؛ فارتقى الساعة الواحدة والنصف فجرا، وفاضت روح شهيدنا الفارس سائد إلى بارئها مع رفيق دربه الشهيد عيسى الشاعر.

لقد صدق الله فصدقه ونال ما تمنى من شهادة في سبيل الله بعد مشوارٍ جهاديٍ مشرف، صال وجال خلاله في ساحات الوغى وميادين الشرف والبطولة وتوّج عمله بالشهادة والارتقاء في سبيل الله تعالى.

رحم الله شهيدنا وأسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقاً، نحسبه كذلك ولا نزكي على اللهِ أحداً، والملتقى الجنة بإذن الله تعالى.