الشهيد المجاهد: عاطف صالح الزاملي

الإعلام الحربي _ خاص

حقاً إننا خجولين أن نكتب عنك يا فارسنا، عن ماذا نكتب عن جهادك وشجاعتك وبسالتك وإخلاصك، أم نكتب عن أخلاقك وصفاتك التي جعلت الجميع يحبك ويعرفك، قل لنا عن ماذا نكتب يا فارس الإسعاف الحربي، لقد سطر “أبا نائل” الكثير من البطولات التي حاكت بقوتها صور من إبداع صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام.

ميلاد الفارس
في العاشر من شهر أغسطس لعام 1971م، كان مخيم الثورة “رفح” على موعدٍ مع ميلادِ قمرٍ جديدٍ، فاستبشر الأهل خيراً بقدوم عاطف إبراهيم صالح الزاملي إلى هذه الدنيا مطلقاً صرخة في المهد. كبر وترعرع شهيدنا – رحمه الله – في أكناف عائلةٍ مجاهدةٍ تعود جذورها لبلدة بئر السبع والتي هُجر أهلُها قسراً تحت ضربات العصابات الصهيونية التي استهدفت المدنيين.

كان شهيدنا منذ نعومة أظفاره محبوباً لدى الجميع من أهلٍ وأصدقاءٍ وزملاء، وكان مجتهداً في دراسته، متواضعاً طيب القلبِ لا يحمل على أحدٍ، لا يحب الكذب ولا يحب الرياء ولا يعرف الغيبة أو النميمة مطيعاً لوالديه، يتقرب إلى الله بحبهما وطاعتهما، كان محباً لإخوانه وأصدقائه.

فكل من عرف شهيدنا المجاهد عاطف أحبه حيث كان لا يقصر في أحدٍ منهم. تزوج شهيدنا ورزقه الله بثلاثة من الأولاد وبنت واحدة.

دراسته
التحق شهيدنا المجاهد عاطف الزاملي -رحمه الله- بمدراس الابتدائية والإعدادية للاجئين الفلسطينيين، وبعدها الثانوية وكان من الطلبة المجتهدين والمتفوقين في الدراسة، وكان دائم التواجد في المسجد ملتزماً في صلاته لا يترك فرضاً أو يتأخر عنه. درس هندسة الالكترونيات وحصل على دبلوم بناء ومقاولات. أنجز شهيدنا أكثر من 35 دورة إسعاف أولي متقدمة إلى أن عمل ضابط إسعاف في وزارة الصحة الفلسطينية.

في صفوف السرايا

أحب شهيدنا عاطف الزاملي الجهادَ منذ أن كان صغيراً، وتمنى أن يكون مجاهداً يحملُ السلاحَ، ويصول ويجول في ساحاتِ الوغى والكرامة، ولكن كان جهاده بطريقة أخرى وعظيمة وهي الجهاد بمجال خبرته كمسعف حربي فالتحق في عام 2007م بصفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكان عمله في وحدة الإسعاف الحربي التابعة لسرايا القدس، والتي تهتم بالعديد من النواحي الصحية الخاصة بمجاهدي السرايا، وقد شارك شهدينا المجاهد بمهمات جهادية خاصة ومشرفة نتكتم عليها لأسباب أمنية.

وسام الشجاعة
منحت وزارة الصحة الفلسطينية شهيدنا عاطف صالح إبراهيم الزاملي “أبو نائل” وسام الشجاعة وذلك لشجاعته وبسالته في عمله في الإسعاف الأولي حيث قام شهيدنا بالعديد من المواقف الحرجة والصعبة في عمليات إنقاذ المصابين وإخلاء الشهداء، فقد عمل ضابط إسعاف شجاع على مدار ثلاثة حروب شرسة شهد له الجميع فيها إلى أن اصطفاه الله شهيداً وهو على رأس عمله في معركة البنيان المرصوص.

موعد مع الرحيل
بتاريخ 1-8-2014 م، كان “أبا نائل” على موعد مع الإفطار عند الشهداء وعلى حوض المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فقد ارتقى شهيداً صائماً بإذن الله –تعالى- فأطلقت طائرات الغدر الصهيونية عدد من الصواريخ تجاه سيارة الإسعاف التي كان يستقلها أثناء محاولته لإنقاذ عدد من المصابين والشهداء من عائلة شيخ العيد بمنطقة مصبح، وبرفقته المسعفين يوسف جابر درابيه ويوسف اجميعان شيخ العيد، فاستشهد بعد مشوار جهادي مشرّف في صفوف سرايا القدس، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً، ونسأل الله تعالى أن يتقبل شهيدنا برحمته وأن يسكنه جنات النعيم مع الصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وأن يعوضهم خيراً.