الشهيد المجاهد: عيسى محمد الشاعر

الإعلام الحربي _ خاص

هم أصحاب العزيمة التي لا تلين ، والهمة التي لم تضعف أو حتى تستكين ، وهي تضحيات أولئك الأبطال الذين رسموا بدمائهم الزكية الطاهرة خارطة الوطن الفلسطيني المسلوب ، فكتبوا ببريق دمائهم بطولات وبطولات ، وجسدوا بتضحياتهم طريق العبور نحو القدس والأقصى ويافا وعكا وحيفا ، وصبروا على الابتلاءات والمحن ، حتى خجل الصبر من صبرهم ، واحتسبوا معاناتهم في سبيل الله وحده.

اختار الشهيد المجاهد عيسى محمد الشاعر لنفسه طريق عنوانه الصبر والثبات وجوهره التضحية والفداء، وثمنه الروح والمال، والمستقر الفردوس الأعلى بإذن الله تعالى، حيث يجزى الصابرون بما تمنوا.

نشأته وميلاده
ولد شهيدنا المجاهد عيسى محمد الشاعر بتاريخ 14/3/1985 في مدينة رفح، ودرس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس المدينة. كان عيسى شاباً خلوقاً وسيما ذو سمات طيبة وعلاقات اجتماعية متميزة وكذلك كان عطوفاً رحيماً ومؤثراً على نفسه، وعرف عنه صلته لرحمه، وعلاقته الطيبة بأقاربه وجيرانه.

ابن المساجد
عرف شهيدنا عيسى الشاعر “أبو علي” طريق المساجد منذ طفولته واستمر على ذلك حتى استشهاده في مسجد الإسراء القريب من منزله، التزم شهدينا عيسى، وبرز ذلك من خلال التزامه بالصلوات الخمس وصلاة الفجر في جماعة ومن خلال مشاركته في دروس العقيدة والفقه والسيرة وبرز دوره أيضا في المشاركة في فعاليات ونشاطات حركة الجهاد الإسلامي.

التحاقه بالسرايا
نال شهيدنا المجاهد شرف اللحاق بمجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حيث اجتهد في عمله داخل صفوف الجناح العسكري من خلال المشاركة بكل الأعمال المنوطة إليه، وتنفيذ المهمات التي تطلب منه، وتم اختياره للعمل وأصبح مسئول وحدة الإسناد في الكتيبة الشرقية بلواء رفح، فكان رحمه الله مثالاً يحتذى به كالمجاهد الصادق الذي يبحث عن رضا الله أولا وأخيرا وقد شارك شهيدنا في عدد من المعارك التي خاضتها السرايا في المرحلة الأخيرة، حتى ارتقى شهيداً فارساً ومقداماً في معركة البنيان المرصوص.

استشهاد الفارس
كان شهيدنا عيسى الشاعر على موعد مع الشهادة في يوم 3/8/2014م بعدما استهدفت طائرة حربية صهيونية المنزل الذي كان يتواجد به بصاروخين؛ فارتقى الساعة الواحدة والنصف فجراً، وفاضت روح شهيدنا الفارس عيسى إلى بارئها مع رفيق دربه الشهيد سائد اللهواني.

لقد صدق الله فصدقه ونال ما تمنى من شهادة في سبيل الله بعد مشوارٍ جهاديٍ مشرف، صال وجال خلاله في ساحات الوغى وميادين الشرف والبطولة وتوّج عمله بالشهادة على أقدس البقاع، ومتمثل بأوضح الجهاد، ومبتسم ببشرى الحور.

رحمك الله يا عيسى عشت بطلاً ، ومت شهيداً، جمعنا بك بإذن الله تعالى في مستقر رحمته.