الشهيد المجاهد: نضال أحمد أبو العسل

الإعلام الحربي _ خاص

كليث شامخ ترجلت، وكشعاع شمس الصباح أشرق نورك، كأسد همام قارعت المحتل، وكرجل مجاهد صمدت، لطفاً أخانا الشهيد، فأنت مضيت إلى الخلود، وتركت لنا سيرة أعذب من ريح العطور، رحلت بجسدك فارساً مقدام، وختمت الحياة بمسك الختام، فأكرمك الله بشهادة أعز بها الإسلام، وحققت بها ما كنت ترنو له وتنادي.

إلى الراحلين إلى جنات الخلود.. إلى الرجال الذين عشقوا التحدي ورفضوا الخنوع.. إلى أبطال ساحات الوغى مذلي اليهود، إلى الشهداء الذي صدقوا الوعود، فاصطفاهم الله في أعظم الشهور، إلى شهيد ترجل وكان لسان حاله ” نيال من يصطفيه الله في رمضان” فختم الله بشهادته شهره الفضيل.. إلى أسد تقدم فأذل المحتلين، إلى راحل غاب عن العيون لكنه تخلد في القلوب، إلى الشهيد المجاهد نضال أحمد أبو العسل.

نشأة الفارس
ولد شهيدنا المجاهد نضال أبو العسل في الأول من شهر أبريل عام 1988، نشأ فارسنا في ظلال مسجد الصحابة يتنشق خلاله الصفاء والنقاء بعد أن فطم على العزة والكرامة والحرية، وكان الذكاء أكثر ما يميزه، وقد أنهي الفتي دراسته الابتدائية والإعدادية، ثم درس المرحلة الثانوية.

عرف عن شهيدنا نضال بأنه صاحب السلوكيات المهذبة، الإنسان الخلوق الهادئ في طفولته، محبوباً من الكبار والصغار وتميز شهيدنا بالتواضع وسمو الأخلاق ورفعتها مهذباً لا يعرف الذل أو الركوع إلا لله سبحانه وتعالى، فكان يحترم الصغير ويوقر الكبير، وكان مخلصاً في كل ما يقوم به يخلص العمل، وينفذ ما يطلب منه على أكمل وجه.

وكان ذو علاقة طيبة مع إخوته تقوم على التفاهم والتشارك، محبوباً من جميع الجيران والأقارب والمعارف، والكل يشهد بأخلاقه وأدبه, كثير الزيارة لأقاربه ومعارفه في كل المناسبات.

التحاقه بحركة الجهاد الإسلامي
نظراً للصفات والأخلاق العالية التي يمتاز بها الشهيد نضال، دفع إخوانه بحركة الجهاد الإسلامي لتنظيمه في صفوف الحركة، حيث وجد الشهيد نضال ضالته بين شباب المساجد، وفي حلقات القرآن الكريم نشأ وترعرع نضال وكان مثالاً للشاب المسلم الذي يعرف حق الآخرين عليه، وكان ثائراً لا يرضي الذل والهوان، ويغضب لفلسطين والمقدسات، تجده دوماً في مقدمة الفعاليات والمسيرات التي تعقدها الحركة.

التحاقه بالسرايا
نال شهيدنا المجاهد نضال أبو العسل شرف اللحاق بمجاهدي سرايا القدس، حيث اجتهد في عمله داخل صفوف الجناح العسكري من خلال المشاركة بكل الأعمال المنوطة إليه وتنفيذ المهمات التي تطلب منه، وتم اختياره للعمل في الوحدة المدفعية في الكتيبة الشرقية بلواء رفح، وكان رحمه الله مثالاً يحتذى به كالمجاهد الصادق الذي يبحث عن رضا الله أولاً وأخيراً، وقد شارك شهيدنا في عدد من المعارك التي خاضتها السرايا في المرحلة الأخيرة حتى ارتقى شهيداً في معركة البنيان المرصوص.

استشهاد الفارس
في يوم 26/7/2014م، كان شهيدنا نضال أبو العسل على موعد مع الشهادة مقبل غير مدبر أثناء قيامه بإطلاق عدد من قذائف الهاون باتجاه القوات الصهيونية المتقدمة شرق مدينة رفح، حيث استهدفته طائرات الحقد الصهيوني بعدد من الصواريخ ليرتقي شهيداً بعد أن أمضى حياة جهادية مشرفة على أقدس البقاع، ومتمثل بأوضح الجهاد، ومبتسم ببشرى الحور. رحمك الله يا نضال، عشت بطلاً، ومت شهيداً، وجمعنا بإذن الله في مستقر رحمته.