الشهيد فادي محمد غطاس
بينما تستعد جامعة فلسطين الأهلية في بيت لحم لاستقبال طلبتها الجدد للعام الدراسي 2022-2023 في الأيام القليلة المقبلة، سيتغيب أحد الطلبة الملتحقين مؤخرًا عن الحضور إلى الجامعة، بعد أن اغتاله الاحتلال واغتال حلمه باستكمال الدراسة الجامعية.
فادي غطاس (19 عامًا)، الذي لجأت عائلته من قرية البريج المهجّرة جنوب غرب القدس عقب النكبة، إلى مخيم الدهيشة في بيت لحم، ارتقى شهيدا بعد أن أعدمه جنود الاحتلال، مساء الجمعة، عند مدخل بيت عينون شمال الخليل.
“كان يستعد للالتحاق بالجامعة…نجح في امتحان الثانوية العامة العام الماضي…وفضّل العمل من أجل مساعدة والده في رسوم دراسته الجامعية، لكن حلمه بإكمال الدراسة اغتاله الاحتلال” تقول والدته، وهي تشير إلى صوره على حاسوب لوحي تحمله بيدها أمام منزلها، الذي توافد إليه المواطنون عقب الإعلان عن استشهاد فادي.
وتعدد الأم الثكلى صفات نجلها، “كان وديعا محبوبا، الجميع في المخيم بحبوه، عمره ما زعل حد، يحب الرياضة، كثير المرح والضحك”، مشيرة إلى أنها ستزفه عريسا عندما تسترد جثمانه من الاحتلال.
لم يكتف الاحتلال بإعدام فادي بإطلاق النار عليه من مسافة الصفر ومنع طواقم الإسعاف من الاقتراب منه وتركه ينزف حتى ارتقائه شهيدا، بل اعتقل أيضًا جثمانه واحتجزه، ليرتفع عدد جثامين الشهداء المحتجزة في ثلاجات الاحتلال إلى 103 جثامين، إضافة إلى 256 جثمانا محتجزة فيما يسمى “مقابر الأرقام”، إلى جانب 74 مفقودا بحسب الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين.
ويروي محمد غطاس، والد فادي، كيف تلقى خبر استشهاد نجله، ويقول: “عدت إلى المنزل من العمل، فأخبرتني زوجتي بأن الاحتلال استدعاني مع شقيقي محمود عبر الهاتف إلى معسكر عصيون العسكري، وعندما وصلت إلى هناك سألني أحد ضباط الاحتلال عن نجلي فادي، وماذا كان يلبس، قبل أن يخرج صورة له وهو مضرج بدمائه”.
ويضيف والد الشهيد: “لقد أعدموه، سألتهم لماذا لم يطلقوا النار على قدميه، إلا أنهم لم يجيبوا على السؤال”.
وتزينت أزقة مخيم الدهيشة بصور الشهيد فادي، بينما استعاد أصدقائه وزملائه في المدرسة والمخيم ذكرياتهم معه، نشروا صوره على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
أحد أصدقائه كتب عقب تلقيه نبأ استشهاد فادي: “يوم تسمع الخبر ما بتصدق، ما بتدخل راسك، بتضل تكذب حالك وتكذب شو شايف، كم كنت يا فادي ترسم ضحكة على وجوهنا أنا والشباب يوم نقعد، كم كان قلبك أبيض… خبرك صدمني”.