الشهيد فضل زعرب

ولد الشهيد المجاهد فضل مصطفى جريو زعرب بتاريخ 12/12/1993م، في أحضان أسرة ملتزمة بتعاليم الإسلام العظيم، وتلقى شهيدنا تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

 ونظراً للوضع المعيشي الصعب لأسرته، قرر ترك مقاعد الدراسة والتوجه نحو العمل في بيع الفواكه والخضروات؛ لإعالة أسرته وسد رمقها.

تزوج شهيدنا فضل من امرأة فاضلة ملتزمة بتعاليم الدين الحنين، وقد ارتضى خلقها ودينها، ورزقه الله منها 3 أطفال.

التزم شهيدنا منذ نعومه أظفاره في مسجد فلسطين، وكان مواظباً على الصلوات جماعة في المسجد، ومن أصحاب الصفوف الأولى.

كان الشهيد المجاهد فضل زعرب باراً بوالديه، بشوش الوجه، طيبَ القلب، هادئاً ليناً، طيب المعشر، يمازح إخوانه وأصدقائه، وأحبه كل من عرفه.

ويقول والد الشهيد “أبو محمد”، بعيون تذرف الدمع، في حديث لموقع السرايا، “كان ابني فضل رجلاً بمليون رجل، يعمل على بسطة لبيع الخضار؛ لتوفير لقمة العيش لنا، كريماً يعطي بلا مقابل”.

وتابع قوله: “تعجز الكلمات عن وصف هذا الابن الكريم، فهو بارٌ بي وبوالدته، ولا يكسر لي كلمة، حنوناً بإخوته، عطوفاً على زوجته، رحيماً بأبنائه”.

بدوره، تحدث صديق الشهيد “خالد”، عن الصفات التي كان يتميز بها الشهيد، فقال لموقع السرايا: “صديقي الشهيد فضل كان بسيطاً شجاعاً مقدماً، لا يهاب ولا يخاف في الله لومة لائم، يساعدنا ويقف معنا في أحلك الظروف، ويصون المعروف ويحفظ الود”.

وأضاف، وملامح الحزن على وجهه: “أتذكر أيضاً أنه كان يوجه لنا بعض النصائح والعبر، وكأنه كان يقول لنا أن هذه الدنيا زائلة وأني راحل منها عما قريب”.

وأوضح: “فصل كان يتمتع بالسرّية التامة وكان جدياً في كثير من المواقف، ومحبوباً من الجميع، وفراقه أوجع قلوبنا، لكن عزاؤنا أنه صدق الله فصدقه الله، ونال ما تمنى وذهب إلى ربه وهو مرابط على ثغر من ثغور الوطن والدين..”.

نشأ شهيدنا المجاهد فضل زعرب على حب الله والوطن وعشق الجهاد والمقاومة، فمنذ نعومة أظفاره كان يحرص على المشاركة في العمل الجهادي، والقيام بواجبه نحو دينه ووطنه.

وتعرف على خيار الإيمان والوعي والثورة، فانتمى بقلب الواثقين إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ولم يقصر في المشاركة بالفعاليات والأنشطة التي تنظمها الحركة.

وكان شهيدنا مُحبِّاً لوطنه عاشقاً لثراه الطاهر، صلباً عنيداً في الحق والدفاع والذود عن حمى الوطن، فألحَّ على إخوانه في قيادة سرايا القدس بالالتحاق بصفوف السرايا الميامين، فكان له ما تمنى بعد أن خضع للعديد من الدورات العسكرية والتدريبية، لينطلق إلى أرض الميدان والرباط، وكان مثالاً للجندي المثابر الملتزم برباطه، وبكل ما يطلب منه.

بعد اعتقال الشيخ القائد بسام السعدي، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الاستنفار والجهوزية التامة؛ للرد على الجريمة التي ارتكبت في جنين بحق القائد السعدي والانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، كان الشهيد فضل زعرب ضمن الوحدات العاملة في إحدى المواقع العسكرية، فباغتته قوات الاحتلال بصواريخها الحاقدة، ليرتقي الشهيد فضل إلى العلا مقاما، برفقه الشهيد محمد حسن البيوك، خلال تأديتهما الواجب الحركي والوطني والديني، وهما يدافعان ويحميان ثغراً من ثغور الوطن، وذلك بتاريخ 05/08/2022م، خلال “معركة وحدة الساحات” التي خاضتها سرايا القدس ضد العدو الصهيوني، وقدمت فيها ثلة من قادتها ومجاهديها على طريق القدس والتحرير بعد حياة مباركة حافلة بالعطاء والجهاد والتضحية في سبيل الله.