أسامة عبد الرحمن حسين الصوري
ولد شهيدنا المجاهد أسامة عبد الرحمن حسين الصوري، بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، في الرابع والعشرين من شهر سبتمبر من العام 1994م، لعائلة فلسطينية مجاهدة، قدَّمت العديد من أبنائها على طريق الجهاد والفداء.
وتربى شهيدنا الصوري منذ نعومة أظفاره، على تعاليم الإسلام الحنيف في بيت ملتزم، فأورثه ذلك حب الوطن والمقدسات والفداء.
درس شهيدنا المجاهد أسامة مراحل تعليمه المدرسي في مدراس بلدة بني سهيلا شرقي خانيونس، وكان هادئاً ملتزماً ومُجِدَّاً في دراسته.
وتزوج شهيدنا اسامة الصوري من رفيقة دربه المرأة الصابرة، ولكن الله قدَّر أن يستشهد قبل أن يرى أطفاله.
كان شهيدنا أسامة الصوري طيب القلب، محبوباً بين الجميع، يجب الخير، يوقر الكبير، ويعطف على الصغير، باراً بوالديه، عطوفاً على إخوانه، وتميز بالشجاعة والجرأة والبسالة، وكان ضحوكاً بشوش الوجه، ثغره مبتسماً دائماً.
نشأ شهيدنا المجاهد أسامة منذ نعومة أظفاره نشأةً إيمانيةً في مسجد حمزة بقرية بني سهيلا، وكان مُواظباً على أداء الصلوات الخميس فيه، خاصة صلاة الفجر.
ومنه انتمى إلى حركة الجهاد الإسلامي، الذي كان نشيطاً في أنشطتها وفعالياتها المركزية كلها، ومخلصاً في أداء عمله بكل اتقان وتفان وانتماء.
وبعد ذلك التحق في صفوف سرايا القدس، حيث كان حريصاً على الالتزام بأوامر قيادته، والرباط في سبيل الله، والالتزام في التدريبات العسكرية؛لأنه “أيقن أن نقطة عرق خلال التدريب توفر بحراً من الدماء في الميدان”، وتلقى جميع التدريبات العسكرية اللازمة التي أهلته ليكون جندياً صندياً من جنود وحدة المدفعية في لواء خانيونس.
كان شهيدنا يلح في الدعاء بأن يرزقه الله الشهادة، وعمل لها وسعى من أجلها، وأيقن أن من يصدق الله سيصدقه الله سبحانه، وبهذه النية الصادقة والعمل المتفاني، نال ما يتمنى، فارتقى شهيداً مُقبلاً غير مدبر، فما سأم ولا وهن أو استكان، وأدى مهامه ورسالته الجهادية على أكمل وجه، وصال وجال في ساحات الوغى وميادين الشرف والبطولة، لينقش اسمه في قواميس العز والفخار.
بعد اعتقال الشيخ القائد بسام السعدي، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الاستنفار والجهوزية التامة؛ للرد على الجريمة التي ارتكبت في جنين بحق القائد السعدي والانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، كان الشهيد أسامة الصوري ضمن الوحدات العاملة في أرض الميدان، حيث كان يدك المواقع الصهيونية بقذائف الهاون، ولكن طائرات العدو باغتته بصواريخها الحاقدة، ليرتقي إلى العلا مقاما، برفقه الشهيد تميم حجازي، خلال تأديتهما الواجب الحركي والوطني والديني، وهما يدافعان عن الكرامة، ويصدان العدوان الغاشم الذي بدأه الاحتلال الصهيوني باغتيال الشهيد القائد تيسير الجعبري قائد المنطقة الشمالية وعضو المجلس العسكري لسرايا القدس، وذلك بتاريخ 06/08/2022م، خلال “معركة وحدة الساحات” التي خاضتها سرايا القدس ضد العدو الصهيوني، وقدمت فيها ثلة من قادتها ومجاهديها على طريق القدس والتحرير بعد حياة مباركة حافلة بالعطاء والجهاد والتضحية في سبيل الله، فهنيئاً لك الشهادة وهنيئاً لك الفردوس الأعلى.