الشهيد احمد عزام
ولد الشهيد الفارس أحمد مازن محمود عزام بتاريخ 9/9/1997م في حي الزيتون شرق مدينة غزة لينشأ في بيئة محافظة على الآداب والأخلاق الحميدة، فأقبل على مسجد أرض الرباط منذ نعومة أظافره، تعلم فيه القرآن والآداب والأخلاق.
بدأ تعليمه في المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدرسة الحرية وتميز باجتهاده وتفوقه، ثم انتقل إلى مدرسة شهداء الزيتون الثانوية، وبعد أن أنهى الثانوية العامة، قرر الالتحاق بسوق العمل لمساعدة والده بفعل الظروف الصعبة التي كان يمر بها.
أحمد… كان حقاً علينا أن نسميه بالإنسان الملائكي، كيف لا وهو الابن البار الخلوق المطيع لوالديه الحنون عليهم، الذي لم يذكر أنه عصى لهم أمراً أو رفع صوته عليهم في يوماً من الأيام، كان نعم السند والمعين لوالده في إدارة شؤون الحياة، وكانت أمه هي جنة الله في الأرض بالنسبة إليه، يخفف عنها ويساعدها ويساندها في كل الأمور والمواقف، ولا يستطيع أن يرى الحزن والبأس على وجهها، فكان همه الوحيد إسعادها وإرضاءها.
أما عن علاقته مع إخوته فكانت قوية جداً أشبه بالحبل المتين ملؤها الحب والود والاحترام، فكان حنوناً عليهم محباً لهم إلى حد لا يمكن وصفه ودائماً يرسم الابتسامة على وجوههم ويلبي كافة احتياجاتهم.
كان حريصاً على صلة رحمه بصورة دائمة وزيارة أقاربه وتفقد جيرانه يقف معهم في أفراحهم وأحزانهم، ويساعدهم في أي أمر يحتاجونه، وهنا نضرب مثلاً على صفاته حيث كان له جار مريض لم يرزقه الله بأبناء فعلي مدار مرضه ورقوده في المشفى لأكثر من شهر كان أحمد حريصاً على توفير كافة احتياجاته من أدوية ومستلزمات بيتية ولم يقتصر على ذلك بل كان ينام عنده في المشفى.
تعلق قلب شهيدنا المجاهد أحمد عزام منذ صغره بحب الجهاد والمقاومة والمجاهدين، وكان دائماً يشاهد بطولات المجاهدين وعملياتهم ضد العدو الصهيوني، فقرر شهيدنا الانضمام إلى صفوف المقاومة فكان خياره الذي انتمى إليه حركة الجهاد الإسلامي.
شارك شهيدنا في كافة فعاليات ونشاطات الحركة، وكان عنصراً فاعلاً في منطقة الزيتون ومسجد أرض الرباط فكان مثالاً للالتزام والانضباط والشاب المسلم صاحب الأخلاق الحميدة والهمة العالية.
لم يَرُق لشهيدنا أن يكون في صفوف القاعدين المتخلفين عن الجهاد، فألح على إخوانه في حركة الجهاد الإسلامي أن تتسنى له الفرصة للالتحاق بصفوف سرايا القدس، وشجعه على ذلك والداه، فكان له ما أراد في العام 2014م.
تلقى شهيدنا المجاهد أحمد العديد من الدورات العسكرية حتى أصبح مجاهداً صاحب عقيدة صلبة وقدرات قتالية عالية، وبات أحد مجاهدي وحدة الرصد والاستطلاع في سرايا القدس بلواء غزة.
في يوم الجمعة الموافق الخامس من أغسطس للعام 2022م، كان شهيدنا أحمد يتواجد في أحد مراصد سرايا القدس في المناطق الشرقية لمدينة غزة، لتباغته مدفعية الاحتلال الصهيوني بقذائفها الحاقدة ليرتقي إلى الله شهيداً، وليزف إلى الحور شهيداً قبل أن يزف إلى عروسه حيث كان من المقرر عقد زواجه بعد شهر من تاريخ استشهاده.