الشهيد المجاهد: جهاد حسن حمد
الإعلام الحربي _ خاص
يصطفي الله تعالى في كل يوم من عباده شهداء، شهداء زرعوا أرضهم بالعزة والكرامة وحموا دينهم بصدورهم التي تحمل عقيدة رسخت فيها أكثر مما ترسخ الجبال على الأرض، فوهبوا حياتهم لله ولرسوله وللمؤمنين، وعاشوا في ظل المتاعب والأوجاع طمعاً في راحة وعدهم الله إياها في جنة عرضها السماوات والأرض، فاستنشقوا غبار المعارك وألفوا أزيز الرصاص وصوت القنابل، ولم يفكروا ولو للحظة واحدة في التخلي عن سبيل الله تعالى والقعود مع بعض القاعدين.
نشأة الفارس
ولد شهيدنا المجاهد جهاد حسن حمد في الثامن عشر من شهر أغسطس عام 1994، ونشأ فارسنا في ظلال مسجد الصحابة يتنشق خلاله الصفاء والنقاء بعد أن فطم على العزة والكرامة والحرية، وكان الذكاء أكثر ما يميزه، وقد أنهى الفتي دراسته الابتدائية والإعدادية، ثم درس المرحلة الثانوية.
أخلاق المؤمنين
عرف عن شهيدنا جهاد بأنه صاحب السلوكيات المهذبة، الإنسان الخلوق الهادئ في طفولته، محبوباً من الكبار والصغار وتميز شهيدنا بالتواضع وسمو الأخلاق ورفعتها مهذباً لا يعرف الذل أو الركوع إلا لله سبحانه وتعالى، فكان يحترم الصغير ويوقر الكبير، وكان مخلصاً في كل ما يقوم به يخلص العمل، وينفذ ما يطلب منه على أكمل وجه.
وكان ذو علاقة طيبة مع إخوته تقوم على التفاهم والتشارك، محبوباً من جميع الجيران والأقارب والمعارف، والكل يشهد بأخلاقه وأدبه, كثير الزيارة لأقاربه ومعارفه في كل المناسبات.
التحاقه بحركة الجهاد الإسلامي
الأخلاق العالية التي تميز بها شهيدنا المجاهد جهاد، أهلته للالتحاق بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فالتزم بالمساجد وعرف طريق الإيمان والوعي والثورة، لم يكن شاباً عادياً بل كان شعلة من النشاط والعمل من أجل الإسلام وفلسطين، صفة التواضع والمحبة والإخلاص أكثر ما كان يلازمه في العديد من المهام الحركية التي كلف بها.
التحاقه بالسرايا
قوة الشخصية.. ونشاط الحركة.. وشجاعة القلب.. وجرأة النفس, صفات ميزت الشاب الناشئ منذ صغره، وكأنها رعاية الله تصقله لأمانة كبيرة تنتظره للحاق في درب المجاهدين, وألحَّ على إخوانه ليلتحق بركبهم الميمون.
فقد انضم لصفوف سرايا القدس جندياً نشيطاً مخلصاً في رباطه وجهاده وإعداده، لم يترك مجالاً إلا شارك إخوانه فيه طمعاً فيما عند الله تعالى، والتحق بصفوف الوحدة المدفعية بالكتيبة الشرقية التي أذاقت العدو الويلات من حمم قذائف الهاون المباركة.
استشهاد الفارس
في يوم 26/7/2014م ، كان شهيدنا جهاد حمد على موعد مع الشهادة مقبل غير مدبر أثناء قيامه بإطلاق عدد من قذائف الهاون باتجاه القوات الصهيونية المتقدمة شرق مدينة رفح، حيث استهدفته طائرات الحقد الصهيوني بعدد من الصواريخ؛ ليرتقي شهيداً بعد أن أمضى حياة جهادية مشرفة برفقة صديقه الشهيد المجاهد نضال أبو العسل.
رحمك الله يا جهاد عشت بطلاً ، ومت شهيداً، جمعنا بك بإذن الله تعالى في مستقر رحمته.