الشهيد طارق الدمج
مشهد فراق الأحبة وفلذات الأكباد صعبة جدًا؛ فالأجساد ترتعش وتكاد لا تقوى على حمل الأوزان الخفيفة، أما الدموع فهي كالنهر الجارف لا تتوقف؛ فمشهد وداع ثلاثة شهداء في مخيم جنين اليوم الخميس 08.12.2022 كان مؤلمًا وقاسيًا
في تلك اللحظات المؤلمة والقاسية، كانت عدسات الكاميرات ترصد أمهات الشهداء (طارق الدمج عطا شلبي وصدقي زكارنة) “يمًّا تطلعش انت متزوج وعندك طفل ارعاهم وفر لهم الأمن والأمان والسعادة” بتلك الكلمات كانت تحاول والدة الشهيد طارق الدمج أن توقف الغضب المشتعل في قلب نجلها طارق الذي يعرفه الكبير والصغير في مخيم جنين تمضى الأم المكلومة وتقول: “طارق أراد الشهادة وبحث عنها وسعى اليها وفي النهاية
حصل على ما أراد فقد استشهد الأم التي يحترق قلبها على فراق نجلها تعتصر والدة الشهيد طارق الدمج، نجله يوسف في حضنها، عيناها لا تفارقه فقد لفتت انتباه عدسات الكاميرات التي سلطت الضوء على الطفل يوسف لتقول: “هذا يوسف ابن طارق عمره 3 سنوات، وزوجته حامل وهي على وجه ولادة”، خلال يومين أو ثلاثة سوف تُنجب زوجة طارق طفلًا جديدًا.
وفي مقطع فيديو أخر لوالدة الشهيد طارق الدمج كانت تقف وسط النسوة على سلم “الدرج” ترفع يدها ملوحة لنجلها الذي نقل للتو من أمام عينيها ليردد لسانها: “”الله يرحمك يا حبيبي.. مع السلامة” كما نقل جثمان الشهيد طارق الدمج من منزله في مخيم جنين إلى المسجد الكبير في المخيم، حيث أديت عليه صلاة الجنازة، ومن هناك انطلقت مسيرة جابت شوارع المخيم وصولاً لمقبرة شهداء المخيم حيث ووري جثمانه الثرى وبالتزامن مع التشييع، عمّ الإضراب الشامل مدينة جنين ومخيمها وبلدة قباطية، وتم تعليق الدوام في المدارس والجامعات حدادا على أرواح الشهداء.