الشهيد المجاهد: يوسف جابر درابيه
الإعلام الحربي _ خاص
قصة المسعف الشهيد لن تنتهي بعد , فبعيونها الممتلئة بالدموع قالت أم تامر والدة الشهيد المجاهد “يوسف درابيه” :” كان يوسف نعم الابن البار الهادئ الخجول الذي كان دائماً حريصاً على إسعادنا وإدخال البسمة والسرور في البيت , فتميز بالقلب الرقيق لكثرة حبه للأطفال والعطف عليهم , فأطفال الحي بكوا على فراقه”.
تقول والدته :” استفاق نجلي الشهيد يوسف من نومه ليبدل ثيابه التي كان يرتديها بزي الإسعاف والطوارئ الذي اعتاد على ارتدائه، متزين بسترة بيضاء كعريس في يوم زفافه ولسانه يصدح بكلمات لن أعود, سأبقى في عملي لإنقاذ أحبائي وأهلي من همجية الاحتلال”.
بدورها قالت “نيبال عقل” خطيبة الشهيد يوسف لـ”الإعلام الحربي” :” تعرفت على يوسف رحمه الله قبل أربعة سنوات فهو نعم الشاب الخجول المجتهد الكتوم الحريص على مصلحة مجتمعه, كان دائماً يسعى من خلال مشاركاته بمؤسسات المجتمع المدني أن يصبح قائد له دور فعال في المجتمع لخدمة دينه ووطنه, وكان “يوسف” طيب القلب يشارك كل يوم اثنين أمام الصليب الأحمر بفعاليات الأسرى لنصرتهم في زنازينهم, وكان بمثابة ابن لكل أم اكتوى قلبها بفراق ابنها خلف القضبان”.
وأضافت: كنا ننتظر بفارغ الصبر مجيء أغسطس لكي نتزوج به ولكن رحل يوسف في الأول من أغسطس ليتزوج بسبعين حورية من الجنة ان شاء الله.
من جانبه قال أبو تامر والد الشهيد “يوسف درابيه” والذي يعمل سائق سيارة إسعاف في وزارة الصحة لـ”الإعلام الحربي” :” جن جنوني وبكيت لأن رفقائي سائقي الإسعاف عاطف الزاملي والممرض يوسف شيخ العيد استشهدا في قصف سيارتهما ولم أستطيع أن أفعل لهما شيئا أو أنقذهما بسبب النار المشتعلة في السيارة وتوالي القصف الصهيوني, ولم أكن أعلم ان ابني يوسف الشاب المتطوع كان معهم وعندما أبلغوني أن ابني استشهد صمتُ ولم أبكي رغم تفحم جثته , فكفنته ودفنته بنفسي”.
التزامه في بيوت الله
عاش شهيدنا المجاهد يوسف داربيه حياته منذ صغره في بيوت الله عز وجل , فتمكن من حفظ بعض أجزاء القران الكريم , حيث التزم بالصلاة في المسجد، وكان يصلي الصلوات الخمس حاضراً في المسجد وخاصة صلاة الفجر، وكان كثيراً ما يحث إخوانه من الشباب الإسلامي على الالتزام في الصلاة والمحافظة عليها, وكان قلبه معلقاً بمسجد الفاروق القريب من منزله , يمكث طويلا بالمسجد لحضور الدروس الدينية الإسلامية وجلسات القرآن الكريم، وجميع الندوات المختلفة على أيدي شيوخ العلم.
حرص على أن يعلم الأطفال ما تعلمه من أهل العلم , فكان يجلس في حلقة ذكر كل يوم وحوله مجموعة من أطفال المساجد لكي يتعلمون منه تلاوة القران وقصص الرسول والصحابة رضوان الله عليهم.
مشواره الجهادي
فلسطين الحبيبة كيف أحيا بعيداً عن سهولك والهضاب، هكذا ينشد أطفالُ فلسطين منذ صغرهم، حُب الوطن لم يضاهيه حب، ففلسطين ليست مجرد بقعة على الخريطة، بل هي حياه بأكملها تسكن نفوس المجاهدين الشرفاء، كيف لا وكل يوم تغتصب، وتدنس بأقدام الصهاينة، فنخوة الشهيد المجاهد يوسف أبت إلا أن تختار طريقا ً يخترق به الصعاب، ويلحق بركب المجاهدين، فبدأ بالانضمام للرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي وهو في المرحلة الثانوية ، لتكونَ العيون عليه لنشاطه وتفانيه في خدمة الطلاب، لينتقل َ إلى أرض الميدان فارسا ً مرابطا ً حاميا ً للثغور.
تقول والدته :” كان يوسف يخرج للرباط في الليل، وكنت اصحوا طول الليل، ادعوا أن الله يحفظه، ويحفظ كافة المجاهدين، إلى أن يعود، ليتوضأ ويذهب للمسجد لصلاة الفجر، ينام قليلا ً ويذهب لعمله في الإسعاف.
وأضافت أم تامر: حصل يوسف رحمه الله على العديد من الدورات الكشفية التي مكنته من الارتقاء إلي أعلى المراتب فأصبح عضو المجلس الأعلى لقيادة كشافة الفارس وأبرز من أسس تلك المجموعات الكشفية , كما وحصل على العديد من الرتب والشهادات الكشفية، وساهم في تنظيم العديد من دورات المخيمات لعناصر كشافة الفارس في قطاع غزة.
وأوضح والد الشهيد أن نجله “يوسف” تعلم منه ممارسة العمل الاسعافي , واستمر في الحصول على الدورات الاسعافية حتى أصبح قائداً في الإسعاف، كما تمكن من خوض التجربة والعمل في صفوف الإسعاف الحربي يقدم العلاج الفوري للمجاهدين الذين يصابوا أثناء التدريبات التي تقيمها سرايا القدس.
موعد مع الرحيل
بتاريخ 2014/8/1م كان الشهيد المجاهد يوسف جابر درابيه على موعد مع الرحيل عندما خرج من بيته وهو مزين بالثوب الأبيض لكي ينقذ الناس من الموت فبدل الثوب الأبيض بثوب متفحم جراء استهداف طائرات الاحتلال الصهيوني لسيارة الإسعاف التي كان يستقلها ليلقى ربه شهيداً صائماً مصلياً رابع أيام عيد الفطر المبارك.